'' يحكى أنَّ الخطيب اليوناني "ديموستين" كان يخطب في بني وطنه عن موضوع حيوي، فرأى بأن القوم منصرفون عن السماع فقطع خطابه وقال لهم:
اصغوا إليّ فقد عزمت أن أقص عليكم قصة فكاهية!
استأجر رجل في زمن القيظ حماراً لكي يسافر إلى القرية فامتطاه وسار بجانب المكاري (تاجر ومؤجر الحمير) وبعد قليل من السير رأى الرجل بأن أشعة الشمس لاذعة فنزل عن الحمار وسار بجانبه يحاول أن يستقر في ظله متقياً إياها، فأخذ المكاري يمنعه من ذلك، مدعياً أنه استأجر الحمار لا ظله، فحدث بين اﻹثنين جدال...
وهنا قطع ديموستين خطابه ونزل عن المنبر!
فهتف الشعب بصوت واحد أكمل قصتك واخبرنا كيف حُسم الجدال؟!
فقال الخطيب ساخراً:
إنَّ الجدال قد حُسم من فوره فقد أجمعا اﻷثنان على أن شعباً لا يصغي لأمور الوطن ويصغي لقصة تافهة لهو شعب يقود وطنه إلى الهلاك!
هذا المنشور موجه إلى كل من يحاول أن يبقينا على حالنا من اﻹنحطاط الفكري والثقافي من مشاهير وفاشينستات وجهلاء، وإلى كل (مثقف) تعنيه، ويهتم لمفاتن جسد الساقطات وتوافه الأمور أكثر مما تعنيه مقدمة إبن خلدون..!''