منذ سنين وانا استمع وأستمتع لأغنية "ميحانة" للراحل الكبير ناظم الغزالي ولم أعرف يوما معنى هذه الكلمة فلنتعرف على قصة "ميحانة"...
يحكى أن شاباً عراقياً من مدينة (المسيّب) العراقية التي يشطرها نهر الفرات نصفين بين مدن بغداد وكربلاء والحلة.. كان يملك قارب صغير يجوب به نهر الفرات يتنقل وينقل فيه الحيوانات، والحبوب وغيرها.
أعتاد هذا الشاب بصوته الجميل الغناء أثناء تنقله بقاربه فكان الناس يقفون على شاطئ النهر مستمعين لصوته الأخّاذ، فنشأت قصة حب شديدة بين الشاب وفتاة ريفية اعتادت نقل الماء من ضفاف النهر إلى منزلها.
لم يكن يعلم بقصة حبهما سوى صديقتها "ميحانة" التي كانت تشجعها على الإفصاح بحبها له رغم أنها تعي جيدآ بأن هذا الشاب كان يبادلها الحب لكنها تخشى أن يعلم الناس بقصتها. وبعد مرور مدة من الزمن حدثت حادثة أودت بحياة هذا الشاب!.. فحزنت محبوبته عليه حزنا شديداً.. وفي إحدى الأيام كانت تلك الفتاة جالسة على ضفة الشاطئ تغسل الأواني قرب جسر المسيب التاريخي، فمر القارب الذي اعتاد محبوبها ركوبه، مروراً صامتا خالياً من حبيبها ومن صوته الجميل، فأحزنها وهيج عليها الذكريات، فالتفتت على صديقتها "ميحانة" وكانت الشمس توشك على الغروب وانشدت هذه الفتاة الريفية منادية صديقتها:
ميحانه ميحانه
غابت شمسنا الحلو ما جانا
حياك.. حياك بابا حياك
الف رحمه على بَيّك
هذول ال عذبوني
هذول ال مرمروني
وعلى جسر المسيب سيبوني
عافت عيوني النوم
بعدك حبيبي العين ذبلانه
بلوح القدر مكتوب
بهجرك حبيبي الروح ظمآنه
ظليت انا سهران
وارعى نجومي ليش ماجانا
واتسامر ويا الليل
واجمع همومي وروحي تلفانه
خلي الدموع اتسيل
من عيني دمه الروح ظميانه
خل اللي يلوم يلوم
قلبي يحبه ليش ما جانا
ويش على بيه الناس
كل من بدربه الحلو خلانا
واللي فديته الروح
روحي ظلمه بس كَم خلاّنه
هذوا ال عذبوني
هذول ال مرمروني
وعلى جسر المسيّب سيّبوني..
الله يرحم شهيد الوطن شكري بلعيد (منقول)